التحايل على الأميجدولا




هناك تدوينة سابقة لهذا الموضوع. اضغط هنا
 
_هدف كبير --> خوف --> مشقة اللجوء للمخ المركزي --> اخفاق.
_هدف صغير --> تجاوز الخوف --> مشاركة المخ المركزي --> نجاح.

ان الاهداف الكبيرة لا تستدعي الا المخاوف الكبيرة. بالضبط كما كان يحدث مع اسلافنا في غابات السافانا , يقيد الخوف عمل المخ المركزي حتى نندفع مبتعدين عن الاسد, لكن الاسد الان هو صفحة من الورق تسمى امتحانا! مثل هدف انقاص الوزن, او العثور على شريك الحياة , او تحقيق المبيعات المستهدفة, اذ يتم كبح جماع كل من الابداع و التحرك الهادف عندما نكون في أمس الحاجة اليهما ! 

ماهو الكايزن:

هو استراتيجية بديلة لتغيير ويمكن ايجازه بالمقولة الشائعة: 
"رحلة الف ميل تبدأ بخطوة واحدة" لاو تسو.

لماذا الكايزن افضل من التجديد:

يتطلب التجديد اصلاحا جذريا وصارما , فان كل ما يتطلبه "الكايزن" هو اتخاذ خطوات صغيرة ومريحة باتجاه التحسين.

سر نجاح الكايزن:

تستدعي التغييرات المخاوف دائما , حتى الايجابية منها وغالبا ما تخفق محاولات بلوغ الاهداف بوسائل تحويل جذرية او انقلابية, لانها ترفع من مقدار تلك المخاوف. لكن الخطوات الصغيرة "للكايزن" تنزع فتيل استجابة الخوف من العقل , وتحث على التفكير الحصيف و الابداع الخلاق.

ان الخطوات الصغيرة "للكايزن" هي نوع من الحل الذي يغفل ويضلل هذه الخاصية للمخ, فبدلا من قضاء أعوام في طلب النصح من الخبراء, حتى تدرك سر خوفك من الظهور بمظهر لائق وجسد رشيق او من بلوغ اهدافك العملية, يمكنك ان تتفادى تلك المخاوف.

 ان الاهداف الصغيرة اليسيرة سهلة التحقق مثل المشي لدقيقة واحدة لا أكثر !  وبهذا تسمح لك بالتسلل بجوار "الأميجدولا", دون ان توقظها من نعاسها ودون ان تدق أجراس الانذار. وبعد ان تتواصل خطواتك الصغيرة يشرع مخك المركزي في عمله, يبدأ العقل في اعداد "برمجيات" من اجل التغير المنشود , ويقوم فعليا بمد مسار عصبي جديد واكتساب عادات جديدة. وسرعان ما تضعف مقاومة التغيير لديك, وبعد ان كنت ذات مرة مصابا بالتوتر و الجزع من التغيير , فان برمجياتك الذهنية الجديدة سوف تدفعك نحو هدفك النهائي بايقاع من السرعة قد يفوق آمالك. وهو ماسيجري لك بالضبط . فبعد اسابيع قليلة من التمرين المحدود للغاية كـ المشي لدقيقة واحدة يوميا , ستندهش ان تجد نفسك تتمرن حتى عندما لا تكون مضطر لذلك. لقد مدة تلك الخطوات الصغيرة الاولى شبكة عمل عصبية من اجل الاستمتاع بالتغيير.

ثمة طريقة اخرى يساعدك بها "الكايزن" في التغلب على الخوف من التغيير. فعندما تكون خائفا , فان العقل يكون مبرمجا اما على الفرار او الهجوم. خياران ليسا هما الأكثر عملية على الدوام, وعلى سبيل المثال , فاذا اردت دوما ان تكون مؤلف و ملحن اغاني , فانك لن تبلغ هدفك اذا نهضت مبتعدا عن لوحة مفاتيح البيانو فزعا او خشية السكتة الابداعية, ثم قضيت الليل في مشاهدة التلفاز. الخطوات الصغيرة (لنقل مثلا كتابة ثلاث جمل موسيقية) ترضي حاجة عقلك الى القيام بأمر ما وتلطف من احباطه. واذا خففت اجراس الانذار , سوف تجدد مدخلك الى المخ المركزي وتحظى بتدفق عصارة الابداع مرة اخرى.

كيف تصير الخطوات الصغيرة وثبات هائلة ؟

ان عقلك مبرمج على مقاومة التغيير, ولكن عن طريق اتخاذك لخطوات صغيرة, يصير بمقدورك اعادة توصيل جهازك العصبي بحيث يقوم بالتالي:

_ ينزعك بعيدا عن حالة السكة الابداعية.
_يلتف حول استجابة الكر و الفر .
_يوجد وصلات جديدة بين الاعصاب بحيث يمكن لعقلك ان يضطلع في همة بعملية التغيير, فتمضي قدما نحو هدفك على النجاح بسرعة.
 

تعليقات

  1. غير معرف3:47 م

    ابدعت جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل

    ردحذف
  2. غير معرف11:08 ص

    مشكور جزاك الله خيرا

    ردحذف

إرسال تعليق

من الرائع ان تشاركني تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم اي كلمات خارجة أو روابط لا علاقة لها بالموضوع او ان تضع تعليق اعلاني، لانه سيتم حذفه فوراً. فالتعليقات خاضعة للاشراف ، دعنا نجعل التعليقات ساحة لتبادل الخبرات والنقاش وربما الاختلاف مع الكاتب ليستفيد الجميع، شكراً لتفهمك :)

تدوينات قد تنال اعجابك