الخوف ومواجهته من طرف الملاكمين باعتباره جزءا من رياضتهم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




في هذا المقال سوف ندرس فكرة الخوف ونناقشه, و الاثار المترتبة عليه, وايظا نسمع اراء من اختاروا مواجهته باعتباره جزءا لا يتجزأ من رياضتهم. لمعرفة المزيد عن الخوف و كيفية التعامل معه من طرف الملاكمين ......تابع معنا

ان دور الملاكم المحترف ليس سهلا بتاتا, يقف داخل الحلبة ثم يبدأ بتداول اللكمات مع الخصم, كل شخص يريد اسقاط الاخر بالضربة القاضية

ان الاثارة هي في التغلب على الصعاب طبعا. ولاكن لماذا اختاروا الانخراط في مثل هذه الرياضات و كيف عاشوا مع الخوف وكيف تحكموا فيه ؟.

مفهوم الخوف :

ان الخوف كمفهوم يحتاج الى دراسة لانه معقد بحد ذاته ويتخذ اشكالا و انواعا. واذا اردنا ان نتقدم فعليا, فعلينا ان نتحداه.

ان الملاكمين يواجهون الخوف على اساس يومي وفي الواقع العيش مع الخوف هو جزء من وظيفتهم, وادارتهم لهذا الخوف هو ماجعلهم ابطالا.

لا يمكن ان تتجاهل الخوف لذلك يمكن ان تستخدمه لتحقيق افضل نتيجة ممكنة منه لأن الخوف موجود في اي وجه من اوجه الحياة.
ان الخوف يشل قدرتنا ويستنزف طاقتنا مما يجعلنا مترددين في تحقيق اهدافنا واحلامنا. وفي النهاية يسيطر الخوف علينا  ويسبب لنا الشلل.

 الملاكمين و الخوف:



ان الملاكمين يواجهون الخوف باستمرار وخاصتا في المعركة الفعلية حيث أنها تربة خصبة للخوف.
كيف يتعامل الملاكمون مع الخوف باعتباره رفيقا دائما لهم ؟
وماهي السبل المختلفة لتغلب عليه ؟

تابع معنا اخي العزيز لكي نحلله اكثر ...

ماهو الخوف ؟

الخوف حقيقتا هو عاطفة الحرص و الحذر و التوخي

الخوف او الرهاب ؟

هناك الخوف وهناك الرهاب ويجب عدم الخلط بينهما لان الرهاب او ما يسمى الفوبيا تكون غير منطقية. مثل (الخوف من الضلام, المرتفعات ...)
وهي ليست مخاوف حقيقة وهي غالبا تتطلب مساعدة نفسية, او بالادوية لتغلب عليها ...

درجات الخوف:
هناك درجات مختلفة للخوف وهي على حسب الطريقة التي يعاني منها الناس وتعتمد على عوامل عديدة و مختلفة
ويمكن وصف الخوف بمصطلحات عديدة على حسب درجاته (الخوف, الرعب, الرهبة, القلق.... )

كيف نسيطر على الخوف ؟

ان السيطرة على الخوف هو المفتاح الحقيقي لمواجهة اثاره المدمرة. جميع الرياضيين يواجهون خوفهم بانتظام ويتحدون انفسهم باستمرار لتقديم افضل نتائج ممكنة, ومثالا على ذلك الملاكمين الذي يواجهون تعرضهم للضربات داخل الحلبة, ولاكن كيف استطاعوا ذلك واستخدموا الخوف لصالحهم ؟

اعرف نفسك و معرفة عدوك حق المعرفة :


قال ذات مرة المخطط و القائد العسكري الشهير صن تزو :

"اذا كنت تعرف العدو و تعرف نفسك فلست بحاجة للخوف من نتائج مئة معركة"

وقالها اكثر من 2500 سنة مضت ولاكن يتم استخدام هذه الحكمة حتى في عصرنا الحالي في الحروب.

الدافع من الخوف:

الملاكمين وغيرهم من المقاتلين يعرفون نتيجة ساعات من الممارسة و التدريب, و الخوف سينتج لهم تأثيرات
وما يفصل بين هؤلاء الرياضيين و الشخص العادي انهم يثقون في قدراتهم القتالية وعلى شجاعتهم, و قدرتهم على استخدام الادرينالين الذي يتم انتاجه من الخوف لوضعه في حالة يساعدهم في تحسين ادائهم وليس في قهرهم.


"انت بحاجة الا ذلك الادرينالين"

 ان الادرينالين يفرزه الجسم في حالة الخطر مما زيد من دقات القلب واتساع حدقة العين (لتحسين الرؤية) وزيادة جريان الدم في العضلات (لتحضير الجسم للعمل)

اذن مفتاح السيطرة على الخوف هو تطوير الثقة و القدرة على تقييم اي حالة معينة قبل الخوض فيها
ايظا تعلم استخدام الادرينالين كمنشط للاداء بدلا من ان يكون المانع وان يساعدك في الهدوء في الوقت المتوتر.

هذه القدرة تتطور مع مرور الوقت وتتحسن يوميا عن طريق التفكير الايجابي عن الذات وتغيير نمط الحياة الصحي (مثل النظام الغذائي و ممارسة التمارين الرياضية) ستساعدك في الهدوء تحت الضغط

قبول تحديات الحياة بدلا من الهروب منها, ستعزز قدرتك على التعامل مع الخوف تدريجبا وكأنك ملاكم تستعد لخوض المعركة.
وايظا يجب تدريب عقولنا على قبول الانتصار لا غير وزيادة الثقة بالنفس و معرفة الذات و تطويرها...



حيث يقول الخبير في شؤون الدفاع عن النفس جيف طومسون "الخوف لم يذهب بعيدا":

"علمت في وقت مبكر من ممارستي انه لا يمكننا من التخلص على الخوف تماما وانه سيوكن دائما موجود في حين انه يستمر في التوسع, بل نتعلم ان نعترف به ونسيطر عليه, معتبرا أنه أداة قوية  من شأنها ان تساعدنا على المواجهة "

كيف يستطيع الملاكم ان يسطر على خوفه ؟

بناء الشجاعة و تنميتها:

الملاكمة لديها امكانيات هائلة لمساعدة الفرد على التغلب على الخوف. حيث تعلمك كيفية التعامل مع الخوف و الغضب وتساعدك على السيطرة عليهم حيث تمنحك الملاكمة خبرة لتعامل مع الخوف 

توجيه الخوف: 

 يقول الملاكم
Ishe Smith ان الخوف و الملاكمة يسيران جنبا الى جنب و الخوف يمكن ان يكون له نتائج ايجابية 
لان الخوف يمكن ان يحفزك ويمكن تحويله الى نتائج ايجابية 

حجب ذلك كله:

وهي طريقة تمكنك من حجب الخوف اذا لم تنفعك الحلول السابقة وهي "الغضب" العصبية 
لان الغضب يحجب التفكير و يصبح الهام لديك هو كيفية ايذاء خصمك فقط.

المهم ان التوتر عند القتال شيء طبيعي في الملاكمة 

الخاتمة:

الخوف في الملاكمة كما في الحياة حيث يأتي بأشكال كثيرة, ومن خلال التحديد الصحيح و التخطيط السليم يمكن التصدي له بفاعلية وتحويله الى قوة ايجابية. حيث هناك طرق عديدة لمعالجته:

معرفة نفسك و عدوك و التركيز على استكمال المهمة بالممارسة و النظام الغذائي 
ولقد وضعت أمثلة عديدة لملاكمين لتكون بمثابة الدافع لكي لتحرز بعض التقدم, ولتكون دروسهم عبرة نستخدمها نحن 

وتذكر بأنه يمكنك ان تعمل من خلال الخوف.

مقالات ذات صلة:



تعليقات

  1. غير معرف6:03 م

    تسلم ع مجهودك أخي ..

    ردحذف
    الردود
    1. ههههه .. شكرا
      انتظر القادم فهو افضل

      حذف
  2. غير معرف11:53 ص

    بارك الله فيك يا اخي انا دخلت صالة الملاكمة واستفدت من كل مواضيعك عن الملاكمة جزاك الله الف خير

    ردحذف

إرسال تعليق

من الرائع ان تشاركني تجربتك ورأيك، من فضلك لا تستخدم اي كلمات خارجة أو روابط لا علاقة لها بالموضوع او ان تضع تعليق اعلاني، لانه سيتم حذفه فوراً. فالتعليقات خاضعة للاشراف ، دعنا نجعل التعليقات ساحة لتبادل الخبرات والنقاش وربما الاختلاف مع الكاتب ليستفيد الجميع، شكراً لتفهمك :)

تدوينات قد تنال اعجابك